نحو تطوير واقع شبكات النقل و التوزيع لمنظومة الكهرباء في العراق برعاية السيد العميد المحترم الأستاذ الدكتور عبدالكريم حسين أسماعيل
وحاضر في الندوة :-م.د حسام عبدالكريم أسبر م .م طالب حسين كامل وشارك في الندوة عدد من تدريسي كلية المأمون الجامعة وطلبتها الاعزاء من هذا الجانب اكد السيد العميد المحترم إن يعتبر العراق من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي دخل اليها الكهرباء منذ 100 عام ، وتحديدا مع الاستعمار البريطاني عام 1917. حيث تم تركيب أول آلة كهربائية في مبنى خان دله في بغداد. ومنذ ذلك الحين ، مر العراق بتاريخ طويل من الأحداث والمتغيرات التي اثرت على الشبكة الكهربائية واستخداماتها.ولو عدنا الى ما قبل حرب الخليج 1991 مباشرة لوجدنا ان إجمالي طاقة التوليد بلغ 9295 ميغاواط، وبلغ عدد السكان الذين يتمتعون بخدمات الكهرباء ما يقارب ال 87٪ من سكان العراق ذلك الوقت.خلال حرب الخليج عام 1991، تلقت الشبكة الكهربائية آلاف الضربات الجوية وتم تدمير حوالي 90 ٪ من الشبكة الكهربائية ، وتأثر ما يقرب من 80 ٪ من وحدات التوربينات الغازيه اضافة الى العديد من خطوط النقل مع تلف وخروج العديد من المحطات الفرعية خارج الخدمة. حيث بلغ عدد الوحدات العاملة بعد الحرب عام 1991 ، حوالي 50 وحدة فقط بطاقة توليد تبلغ 2،325 ميجاوات.بمجرد وقف اطلاق النار قام العراقيون بحملة اعادة اعمار سريعة وخيالية بما يتوفر لديهم من مواد احتياطية وبخبرات عراقية خالصة واستطاعوا خلال زمن قياسي إعادة تأهيل 25٪ من قدرات التوليد المدمرة والتي وصلت إلى 3000 ميجاوات خلال الأشهر الستة الأولى بعد ايقاف اطلاق النار في الأول من مارس 1991.عاش العراق فيما تلا عام 1991 حصارا ظالما وحظرا على العديد من مناحي الحياة مما انعكس على انتاج الطاقة الكهربائية وبدأت الحكومة العراقية 1992 بتطبيق مبدأ توزيع الحمل والقطع المبرمج لتفادي نقص الطاقة المجهزة وكإجراء احترازي آخر لمواجهة تصاعد الطلب والأزمة المالية بسبب الحظر ، بدأ العراق بتنفيذ مبدأ التمويل الذاتي في جميع دوائر الكهرباء في عام 1996. وفي عام 1999 ، تم إنشاء هيئة الكهرباء الوطنية العراقية التي أصبحت فيما بعد وزارة الكهرباء في نهاية عام 2002 .مع بداية العام 2003 وقبل الغزو الاميركي للعراق كانت طاقة التوليد المتاحة قد بلغت 4500 ميجاواط مع بقاء امدادات الطاقة غير كافية مقابل الطلب وكانت عمليات القطع المبرمج مستمرة ومتكررة.ما بعد الحرب بعد كل ما حصل اثناء حرب 2003 وما نجم عنها وما بعدها من تخريب وسلب ونهب تأثرت البنية التحتية لمنظومة الطاقة بكاملها في العراق. واستمرت الاعطال وتفاقم نقص قطع الغيار اضافة الى توقف اعمال الصيانة الدورية مما اثر على الانتاجية وانخفضت السعة إلى 3300 ميغاواط تقريبًا في حين بلغ الطلب 6000 ميجاوات تقريبا في العام 2004 كما ورد في تقرير الوكالة المسؤولة عن مشاريع الائتلاف PCO.وفي عام 2006 ، كان متوسط إمداد الكهرباء بالذروة 4،280 ميغاواط مقابل حجم طلب وصل الى 8800 ميغاواط. واستمر التخبط وعدم التخطيط لما تلا من اعوام حيث بلغ مجمل انتاج الكهرباء في منتصف عام 2013 بحدود 10000 ميكاواط في حين بلغ معدل الطلب اكثر من 14000 ميكاواط.(داعش) ISIS وما بعدها:قبل يونيو 2014 ، بلغت الطاقة التصميمية لمحطات الطاقة باستثناء حكومة إقليم كردستان 26900 ميغاواط. وفي يونيو / حزيران 2014 ، سيطرت ما تسمى بالدولة الإسلامية (IS) / داعش، على ثاني أكبر مدينة في العراق ، الموصل ، إلى جانب العديد من المدن الأخرى في شمال وغرب البلاد، مما جعل حوالي ثلث المساحة الكلية للعراق بيد الارهاب وتم بسبب ذلك تدمير معظم محطات الطاقة والمحطات الفرعية في المنطقة مما تسبب في أضرار وخسائر كبيرة للشبكة.لقد ضربت هذه الأزمة خطط التنمية الاقتصادية الطموحة في البلاد ، بما في ذلك الجهود الرامية إلى إصلاح قطاع الكهرباء الهش الذي عانى من انقطاع التيار لفترة طويلة وانخفضت أموال الاستثمار في قطاع الكهرباء إلى ثلاثة مليارات دولار فقط في عام 2015 ، وفقا لأرقام الميزانية الاتحادية الصادرة.